اه من قلب باق على حب سقيم

اه من قلب باق على حب سقيم
ذاق مرار الويل من قلب حميم
وكان له فى حبه مقام كريم
يشم هواء حبه كأنما يشم النسيم

وعلى طريق الفراق مشى وربه به عليم
وصار قلبه محطماوكأنه الهشيم
مستقيل أنا من حبه مستقيل
ولن أكون بعد اليوم ذلك القلب العليل
وكلامه لى على ذلك خير دليل
قلبى قوى بحبه واليوم أصبح هذيل

وقفت فى شرفة الحب أنظر
ومن الأرض أطلب أن يصبح للحب أنهر
ولوفاء الحبيبين دوما أنصر
وقلبى سقيم عليل فمن له ينصر

مشيت على شوك العذاب وحدى
أحدث قلبى وقلبى يحدثنى
على قلب لا يهمه فرحى ولاحزنى
وثاو على متاعب أثرها على جسدى
يمنينى بحبه فلماذا لا أمنى نفسى
داء بلا دواء يسكن فى قلبى
وجرح بلا شفاء يقطن فى عينى
واختفت ملامح الحب من عندى
وفراق الحبيب عنى يعذبنى
فها هو وسيط الحب يطمئننى
حبى مازال فى قلبه لم يذهب الى طريق يهدمنى
فسرت وسار الأمل يهرول من خلفى
خشيت أن أفقدها وهى أيضا تفقدنى
والى غابه العشاق ذهبت وقلبى يسبقنى
وانتظرت لقاءها كى تطمئننى
والشوق تحت فروع الأشجار معها يجمعنى
وعندليب الحب بصوته يسمعها ويسمعنى
ومن نهر الحب ارتوت وبيها روتنى
ومن ثمار العشق أكلت وأطعمتنى
ومشينا تحت ظلال شجر الهوى أكلمها وتكلمنى

وخرجنا من الغابة وأنا مسرور
وأصبح كلامها فى أذنى وكأنه تغريدا للطيور
لأنى كى أصل اليها عبرت جسورا وجسور
وطرت فى السماء سريعا كطيران النسور

مازال قلبى يشك فى حبها
ويقول لى ليس الصدق كله كامنا فى قلبها
ولكن حبها لى وليس لها
وعلى ذلك خشيت أن أسألها فيجرح سؤالى احساسها
ولكنى أيضا مصر على سؤالها

فأقلعت من هذا وظللت على موقفى
وهو أن أظل أحبها
حتى يتبين لى أما اذا كانت تحبنى مثلما أحبها
أم هناك شخص أخر قد أعطاها حبا وحنانا
أكثر مما أعطيتها
فأنا أعطيتها كل شئ ولم أجنى منها أى شئ
وأصبحت أنا الوعاء الذى تفرغ فيه كل همها وتعبها

وفى النهايه لا يسعنى الا أن أقول :
اه من قلب باق على حب سقيم
ذاق مرار الويل من قلب حميم